يشهد كل عام حدوث 448 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسيا، كما تظهر بعض أنواع العدوى المنقولة جنسياً دون أن تتسبب فى ظهور أعراض، وقد أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أنواع الأمراض المنقولة جنسيا.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن كل عام يشهد حدوث ملايين الحالات الجديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التى يمكن علاجها (الزهرى والسيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات) بين الفئة العمرية 15-49 عاماً فى جميع أنحاء العالم، وذلك العدد لا يشمل حالات فيروس الإيدز، وغيره من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التى لا تزال تؤثّر سلباً على حياة الأفراد والمجتمعات المحلية فى كل ربوع العالم.
وتندرج أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومضاعفاتها، فى البلدان النامية، ضمن أهمّ الفئات المرضية الخمس التى يلتمس البالغون خدمات الرعاية الصحية بسببها.
وتعتبر أنواع العدوى المنقولة جنسياً هى أشكال من العدوى تنتقل بين البشر من خلال الاتصال الجنسى أساساً. وهناك أكثر من 30 من الجراثيم والفيروسات والطفيليات المختلفة التى يمكنها الانتقال جنسياً بين البشر. وبإمكان العديد منها، ولاسيما فيروس الإيدز والزهرى، الانتقال أيضاً من الأم إلى طفلها خلال فترة الحمل وأثناء الولادة، وكذلك من خلال عمليتى نقل منتجات الدم وزرع النُسج البشرية، وتحدث أنواع العدوى المنقولة جنسياً بسبب الجراثيم والفيروسات والطفيليات.
وتظهر بعض أنواع العدوى المنقولة جنسياً دون أن تتسبب فى ظهور أعراض. فقد لا يتعرض 70% من النساء ونسبة كبيرة من الرجال من حملة أنواع العدوى الناجمة عن المكوّرات البنيّة أو المتدثّرة، مثلاً، لأيّة أعراض على الإطلاق. ويمكن أن تؤدى أنواع العدوى العرضية والعديمة الأعراض على السواء إلى ظهور المضاعفات الوخيمة الوارد شرحها أدناه.
وتخلّف أنواع العدوى المنقولة جنسياً، والتى تظل بدون علاج، آثاراً وخيمة على الصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد. كما تمثّل تلك الأنواع من العدوى أهمّ أسباب العقم التى يمكن توقيها، وبخاصة لدى النساء، فقد تبين، مثلا، أن بين 10% و40% من النساء اللائى يعانين من أحد أنواع العدوى الناجمة عن المتدثرة، ولا يعالجنها يُصبن بالداء الالتهابى الحوضى المصحوب بأعراض. ويقف الضرر الذى يصيب البوق جراء العدوى وراء 30% إلى 40% من حالات العقم الأنثوى.
كما أن النساء اللائى أُصبن بداء الالتهابى الحوضى يواجهن مخاطر فى الحمل أكثر من النساء اللائى لم يصبن به بنسبة تتراوح بين 6 و10 أضعاف، كما يمكن أن تؤدى الإصابة ببعض أنواع فيروسات الورم الحليمى البشرى إلى ظهور أشكال سرطانية تناسلية لدى النساء، ولاسيما سرطان عنق الرحم.
وهناك علاقة بين أنواع العدوى المنقولة جنسياً التى تبقى دون علاج، وبين أنواع العدوى الخلقية والعدوى المحيطة بالولادة التى تصيب الولدين، وخاصة فى المناطق التى تظلّ فيها معدلات الإصابة بالعدوى عالية.
ويزيد وجود أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً إذا لم تعالج، من مخاطر اكتساب فيروس الأيدز ونقله على حد سواء، وذلك بنسبة 10 أضعاف. ولذا فإنّ من الأهمية بمكان التعجيل بعلاج تلك الأنواع من العدوى للحد من مخاطر التعرض لعدوى فيروس الأيدز. كما أنّ مكافحة تلك الأنواع من العدوى من الأمور المهمة لمنع انتشار ذلك الفيروس، لاسيما بين الفئات المعرضة لمخاطره بنسبة عالية من جرّاء سلوكياتهم الجنسية.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع